من بين المقدمات العامة لمسودات ومشاريع (المدرسة العرفانية للسلام الإسلامي) و (المعهد القرآني للتصوف السني ) :
الثلاثاء، 23 يونيو 2020
رسائل مستقبلية :
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين :
أستاذنا الكريم ، أستاذتنا الكريمة :
السلام على حضراتكم الجليلة ، ورحمة من الله تعالى وبركات ..
1
رغم قداسة وعظمة وخطورة الإجتهاد في الإسلام ، ورغم تشعب وتعقد وشساعة فكرنا الإسلامي .. ورغم كل أعماق مذهبيتنا الإسلامية .. ورغم كل سماكاتها ومروناتها....:
أتجرأ - لكن وبإذن شافع ولله الحمد - على التنظير لتدافعها المستقبلي كمبشر بالمشروع الإسلامي المهدوي سنيا ، وكساع لوحدوية - ولا أقول واحدية - العمل الإسلامي ، ومهما تناقضت حركاته ، وتشردمت جماعاته ، ومهما تنكرت للقرآن والسنة بعض أنظمته وبعض أحزابه ..
2
فأجتهد - ولله الحمد - وأنا على يقين بأن التصادم بيننا كمسلمين جهل منا كبير بالمؤامرات الداخلية والخارجية التي تحاك لنا ولإسلامنا الحنيف ، وضلال منا مبين عن العديد من آيات قرآننا الحكيم ، وعن العديد من الأحاديث النبوية الشريفة ..
بل وجهل منا كبير بمدى تكامل مذاهبنا السنية الحقة ، ومهما طغت بيننا الإختلافات ، وتكاثرت التناقضات ..
ومهما تعددت بيننا المشارب الفقهية والفكرية الإسلامية والمدنية ، وتشعبت بنا المصالح السياسية ..
ومهما تشابك - ولحد التكفير - بيننا المتنطعون والجهادويون ، وتنكر لمبادئنا الإسلامويون والتسلفيون والتصوفيون والعلمانيون والحداثيون ...
ومعهم القرآنيين وكل العلمويين الذين يدعون المنهجية الأكاديمية دون شروطها العلمية ، ودون أي منطق إسلامي سليم ..
والذين يهاجمون اليوم - وعلى العديد من المنابر الإعلامية والثقافية والجامعية - كل البديل الإسلامي ، وبكل سفسطائية وللأسف..:
3
ولهذا أضع بين أياديكم الكريمة سيدي الكريم /سيدتي الكريمة هاته المسودات المستقبلية كإقترحات عملية إصلاحية ، لعلكم تستأنسون بها كمسؤولين ، ولعلكم تستفيدون منها كباحثين ..
ولإتقاء المزيد من تشرذمنا ..
وإتقاء المزيد من تفرقنا بإسم الإسلام الذي هو من كل هذا براء ..
ولإتقاء العديد من المؤامرات والمخططات الصهيوماسونية الشرسة التي حيكت وتحاك - وستظل تحاك - ضدنا كمسلمين :
فرادى وجماعات ومجتمعات ..
وشعوبا وحكومات ..
وأطفالا وشبابا ..
ورجالا ونساء ..
وملوكا ورؤساء..
وعربا وعجما ..
ومهما تكن توجهاتنا ..:
وسواء أكنا أصوليين ومسلمين عاملين ؟
أو مسلمين معتدلين كما يدعون ؟ ...أو..؟
أو حتى من المسلمين المناهضين للمشروع الإسلامي ؟ أو لادينيين ؟..
ولا أقول هنا كأمة عربية أو إسلامية :
لأن أمتنا الإسلامية ورغم كل مشاكلها وإشكالياتها لا زالت تحتفظ نسبيا على جوهريتها : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ..) آل عمران 110 .
ولا تزال منيعة بشعوبها ، وفي قلب جل الأحداث العالمية ..
مما يبرز تميزها النوعي ، وأهمية العديد من خصائصها ، وكذا تميز موقعها الإستراتيجي حتى أن كبرى الحروب الكونية - وبكل إستراتيجياتها المستقبلية والمتجددة - تدار اليوم على محورها ، وحول ثرواتها ، ولتفكيك شعوبها ..
4
وإن هاته المخططات والمؤامرات والخرائط التلمودية لا تستهدفنا كعرب ومسلمين فقط ، بل تسعى للمزيد من سرقة وإحتكار ثروات العالم كله ، ولتقليص كل الأرض إلى مجرد شركة ، ولحد الحديث عن الحياة الإصطناعية ، والسعي للتعديل الجيني للأغدية ، وإنتاج نباتات غير طبيعية ، وبإصرار كبير على المزيد من تلويثنا للبيئة ، وعلى جريمة الإستنساخ على المدى الأبعد ، بل ولحد التفكير في ما وراء الإنسانية كما يتوهمون ، وكل هذا نحو مسخ وإستحمار وإستعباد الإنسانية جمعاء ..
وليصدق وهم إبليس فينا كما قال تعالى عنه : * ولآمرنهم فليغيرن خلق الله * النساء 119..:
وكل هذا لصالح اليهود كآلهة صغار وكأبناء إله كما يزعمون ، وكما يستعدون ويتهيأون - ومنذ قرون - لدجالهم الأعور كأمير للسلام العالمي الغاشم ، وكملك صوفي يهودي سيحكم العالم كله بالحديد والنار كما تملي بروتوكولاتهم وما تلاها - وما سيتلوها - من مخططات ..
والتي كان من تمامها صفقة القرن التي سينزلونها على المدى البعيد سواء شئنا أم أبينا ..
لكن البشرى : أن نجاحها يعني فشلها ويعني نهاية كل الحلم الصهيوماسوني كما تثبت بحوثاتنا الإسلامية والعرفانية ولله الحمد .
5
ثم بعد هاته الصفقة اليهودية المحبوكة لإحتلال وسجن وتجويع الفلسطينيين ودول الجوار، هناك تقرير مؤسسة راند الأمريكية الذي يملي اليوم جهارا الصراع - ولحد الدموية - بيننا كمسلمين ، وذلك عبر تزييف وتحريف الإسلام الحقيقي بإسلام علمانوي تصوفي يهمش العرب كمركز إسلامي مستقبلي ..
كما يدعو لتزعم دول إسلامية غير عربية للخطاب الإسلامي مستقبلا ، وبالطبع عبر عملاء آسيويين وأمريكيين وأوروبيين أعاجم ..
ومعهم وللأسف العديد من المتفيقهين وسماسرة الغزو الثقافي وعلماء الإستعمار...
وبعض الحداثيين العرب الذين بدأوا النداء لهدم كل الثرات الإسلامي ، وبتهميش وبالشك في أمهات المراجع السنية كبداية .
6
ومما يبرر جرأتي على هذا الموضوع الضخم والخطير والشائك أن إجتهادي فيه لم يأت بين عشية وضحاها ، بل كان - ولا يزال - ثمرة أكثر من 33 سنة من التفرغ الشبه التام للتدافع الإسلامي الميداني ، وللتواصل الحواري مع كل التيارات ... وللتجربة الصوفية :
والتي إعتزلت أخيرا كل زواياها لما صار يعتري معظمها من جهل بالتصوف السني الحق ، ولما طغى عليها من شركيات وقبوريات أهلتها - لتكون ومنذ عقود - اليد الماسونية اليمنى في محاربة السنة الظاهرة ، وفي طمس النداء بالشريعة - حتى ثقافيا - كما يفرض الصهاينة والماسون ..
وكما يملي تقرير مؤسسة راند ومن وراءه من ساسة حكومة العالم الخفية الذين سيتخذون من التصوف البدعي رأس حربة سميكة لتهميش كل الفكر الإسلامي ، ولهدم جزء كبير من الفقه السني بإسم بعض الماتريدية وبعض الأشاعرة - المتناقضين اليوم وللأسف مع كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري رحمه الله - أو بإسم أهل السنة والجماعة الذين صاركل تيار يدعي إحتكاره لتمثيلهم وللأسف ..
ولا أعني هنا أي محقق من أهل السنة والجماعة ، وأنى يكن مذهبه ، ولا صادقي المتصوفة وكل السالكين بالأذكارعن علم وفقه كما قال الإمام الشافعي رحمه الله :
( فقيها صوفيا كن لا واحدا )
وكما تقول الحكمة البليغة : ( من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق).
ولهذا ننادي بالنية الخالصة لإصلاح الزوايا لتخليصها من كل هاته المؤامرات ، وبالعزم الأكيد لتطبيبها من كل شعوذاتها عبر تدريس فقه السلوك الصوفي أولا كما وظيفة معهدنا على :
assamae.blogspot.com
فالتصوف لم يعد صالحا للعامة ، بل والأصل فيه أنه فقط لخاصة الخاصة .
ولهذا لا بد من سياسة صوفية إصلاحية متدافعة ..
7
وإن الخطر الأقرب كذلك في هذا التقريرالأمريكوإسرائيلي- والمحبوك بدقة وللأسف - هو نسفه الخفي للديمقراطية في كل من العالمين العربي والإسلامي ، وسعيه التدريجي لتأزيمهما على كل الواجهات وفي كل المجالات ، وكذا إرباكه بل وهدمه الحالي والمستقبلي لكل فكر وسياسة السعودية ودول الخليج فكل العالم العربي ثم الإسلامي ..
وكل هذا عبر تحالفات موضوعية وتقاطعات مصلحية ، وبمخططات جاهزة ، وعبر تشجيعه الحالي للهجوم الشيعي الإيراني ، وللضبابيات التركية ، ولكل سياسات التمزيق والتفكيك والتغريب والإنحلال ...
مما سيزيد من حيرة عقلنا السني ، وخصوصا سياسيا وفكريا ..
وأقول فكريا - ولا أقول فقهيا - ومعظم علمائنا غرقى في بحوثات هامشية وماضوية ، وفي معلومات لا تسمن ولا تغني من جوع ، وغير مؤهلين لمجابهة المتحكمين في العقل العالمي والسياسات الوطنية والعالمية بشركاتهم ومنظماتهم ...و ....
ولا مؤهلين للوعي بما يحاك لنا ولهم ولكل الفقه السني وعلومه من مؤامرات..
8
المؤامرات التي تجر العالم كله نحو الثقب الأسود ..
والتي لا فكاك لنا منها إلا بالإستشراف المستقبلي والدائم ، وبتنميتنا المستدامة والشاملة ، وبتأسيس مراكز علمية وميدانية /متدافعة وجادة ، والإلتزام بتوصياتها ، مع السعي الحكيم والمحكم لإصلاح عقلنا التعليمي، وكذا الجدية الصادقة في ( تجديد وتربية وتأهيل ) شعوبنالعلها تتمنع مستقبلا أمام هاته التدافعات ..
فتفقير الشعوب - كتسليعها - إستعباد ، وتجهيلها وإفسادها فسوق وهوان ..
وتخليقها وتعليمها تقوية ، وتربيتهما على القناعة إغناء ، ومبدئيتها سلاح وتنمية ..
ولن يتم هذا إلا ( بالعلمية العملية والحقة ) لكل شعبنا الجامعية أولا ، وبالحكمة البليغة في مواعظنا ودروسنا ومحاضراتنا الدينية ..:
فزمن الغرق في الفلسفات المشتتة ، والمعلومات الزائدة ، والخطابات الرنانة ، والخطب المرتجلة قد ولى ، ولا بد من تعليم إسلامي عملي وموجز ، ومن خطاب تجديدي وجيه ، يربيان الشعوب المسلمة على السلوك الفردي والإجتماعي أولا، وعلى العلوم العملية ( الدينية والدنيوية ) ، مع الحذر كل الحذر من كل المعلومات والتقارير والعلوم المغلوطة والمنقوصة والمزيفة والملغومة ...
فكل علم ليس حقا ، ولا وراءه عمل يعد باطلا في مدرستنا العرفانية للسلام الإسلامي ، وفي معهدنا القرآني للتصوف السني ، كما قال الإمام مالك رحمه الله :
(أكره الكلام في كل علم ليس وراءه عمل).
وكما قال أبو بكر رضي الله عنه :
( فعالون لا قوالون )
مع العلم بأن التعلم من أجل تأصيل الإيمان ، وتعميق الإجتهاد ، ونشر الوعي : أيضا أعمال ..
لذا يجب التعليم والتدريس بكل وعي وعلمية ، ولأجل كل الوعي وكل العلمية ..
وبنية التفعيل والتطبيق ..
وهدف القضاء على كل أنواع البطالة ، ولمحاربة كل مسببات الفقر أولا ..
وإلا .. فلا.. ثم لا.... ولا مستقبل ولا أمن ولا إستقرار .
لأن الأمن الحقيقي يبدأ من الأمن الغذائي والروحي أولا ، والعقل الجائع كالفكر المجرد يعمقان الجدل والخلاف والتدابر والمعارضة ، ولا يحلمان إلا بالتغيير السريع ، ولا يتوحدان ولا يوحدان ..
وأسرع علاج لهما ضمان سكناهما وأمنهما الغذائي أولا ..
ثم عبادة الله بالتنشئة العامة على فقه العمل / الديني والدنيوي ..
وبهدف الكرامة الفردية كبداية ..
وإلا فلا بديل عن الديكتاتوريات المقنعة بإسم فوضانا الديمقراطية ، أو دعاوينا الإشتراكية أوغيرها ..
ولا عدالة بعدها في كل المجالات ، ولا أمن ولا إستقرار ولا سعادة ولا سلام ..و..
ولا تنمية ولا تقدم ولا إزدهار.
9
وكل هذا لإنقاد مجتمعاتنا عموما ، وأساتذة وطلاب وعلماء وفقهاء المستقبل من أخطر العقد المادية والنفسية ، ومن الشتات الفكري والغرق المعلوماتي ، ومن كل الإسلام الجزئي الذي يعد كذلك السبب الأكبر في جل إنهزاماتنا وأزماتنا ..
الأزمات والإنهزامات التي لا فكاك لنا منها تعليميا إلا عبر إلتصاقنا بالعلوم العملية في كل الشعب الجامعية ، وبالتدريس العمومي والخاص لمصطلحات القرآن الكريم لفهمه اللغوي أولا ، وكذا تمسكنا بالسنة العملية قبل المقررات التراثية التي يجب تلخيصها الكبير، وتعليمها الموجز لإنقاد مراجعها المستهدفة ..
وبمنهجية شمولية :
وإلا فوداعا لكل توازناتنا المادية والنفسية والفكرية والإجتماعية والإنسانية كذلك ، ووداعا لعقلنا السني المستقبلي حتى فقهيا..
وسنظل غرقى في مستنقعات الفكر والتنظيرات والفقر ، وفي بؤر التعليم الغيرالنافع وتعطيل الطاقات ، وفي لجج كل ألوان التطرف والأزمات :
وسيزداد الترهيب المشروع والمحرم معا ..
ويزداد خوف الشباب من المستقبل ومن كل شيء ،
فيتقلص عدد الأسر الناجحة ، وتزيد كل أسباب الإنحراف كثرة وحدة ..
ويظل العلماني بالرغم من كوارثه هاته يصر على أن فكره وفلسفته وسياسته وحدها الحل .
كما يزداد الإسلامي تشددا على أن حزبه وحده البديل.
والسلفي ينادي بفقهياته لا غير.
والأشعري والماتريدي يقولان بإجتهاداتهما لكل السواد .
والصوفي لا يزداد إلا إنزواء بمشيخته .
والشيعي لا يزداد عن السنة إلا إدبارا ، ولا يزيد مع أهلها إلا صراعا..
ولا نزداد إلا علموية وعلمانوية وإسلاموية وتسلفية وتصوفية وسفسطائية وتطرفا وعقدا وأزمات .
وسكاكين العدى تصول بيننا لتزيد لنا تمزيقا ، وبإستراتيجية علمية جد محبوكة ، وجد مدروسة ، وبميزانيات فوق الخيال وللأسف ..
وسيظل القرآن يذم أحزابنا كما ذم أحزاب من قبلنا بقوله تعالى :
(ومن الأحزاب من ينكر بعضه) الرعد 36
ويذمنا معهم جميعا كما في قوله تعالى :
( أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ، ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب ) البقرة 25
ومن معاني الخزي الفشل الدريع والخيبة المفاجئة في كل أو بعض المجالات كما حالنا - ومنذ قرون - وللأسف .
10
وكل هذا وقد تنكر الإسلاميون - ومكرهين أحيانا - لكل المشروع الإسلامي بإسم الواقعية السياسية ، وهم يهرولون للتكثل الجماهيري بخطاباتهم الإرتجالية العلمانوية ، بعد أن صار كل الهم هو الكراسي السياسية ، وإصلاح الدنيا بالدنيا لا غير: ( مما يعني فسادها والناس ) ..
وقد نسوا أو تناسوا بأنه من قيم الطفولة ومبادئ الشباب يبنى الإنسان والماديات وكل المستقبل ، وبأن للإسلام في كل هذا إصلاحه التدريجي ، وقرآنه الكريم ، وأحاديثه الشريفة ، وعلومه وفقهياته ، كما تناسوا بأن للإسلام السياسي سياسته الشرعية ، وحاكميته الربانية ، وفقهه الحركي ، وإقتصاده الإسلامي ، وتنشئته العامة ، ومبادءه الإنسانية ، وتوازناته الإجتماعية ، وشوراه العادلة ، وبأن (كلمة الله هي العليا ) فيه كشهادة : ( لا إله إلا الله):
ولحد تناسيهم لنظرية المؤامرة ولكل توابعها رغم تحذير القرآن الكريم منها :
( واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) المائدة 49
فإقامة الإسلام أمر، وسيطرة جماعة على الحكم أمر آخر ، لأن هناك جماعات حكمت بإسم الدين فشوهت نفسها أولا ، ثم شوهت بديله ومبادءه ، وحولت وجهته من القرآن والسنة وعلومهما وما حق من علوم ، إلى وجهتها هي ..:
11
فلقد فشلت العلموية - ولا أقول العلمية - العلمانية ..
وكرد فعل تكثل ضدها الإسلاميون والسلفيون بمن هب ودب ..
ورغم ذلك قالوا بنجاح : ( نحن هاهنا ) ..لكن بغثاء كغثاء السيل ..
ولم يفلحوا في النداء ب : ( هذا بديلنا العملي إسلاميا)..
والكارثة أن كلا منهم يجيب بأن المشروع هو الكتاب والسنة على نهج الصحابة.
لكن بأي فهم ؟ وبأي فكر ؟ وبأي فقه ؟ وبأي خطاب ؟ وبأية دعوة ؟ وبأي تجديد ؟ وبأي إجتهاد ؟ وبأية بصيرة ؟ وبأي رشد ؟ وبأية سننية ؟ وبأية برامج ؟ وبأي تنزيل ؟ وبأية أولويات ؟ وبأي تحليل ؟ وبأي إجمال ؟ وبأية قواعد ؟ وبأية أصول ؟ وبأية جزئيات ؟ وبأية كليات ؟ وبأي إلقاء ؟ وبأي أداء ؟ وبأية إستقامة ؟ وبأي ثبات ؟ وبأية نية ؟ وبأية همة ؟ وبأية معنويات ؟ وبأية هوية ؟ وبأية هندسة ؟ وبأي إستستشراف ؟ وبأي ترتيب ؟ وبأي تنظيم ؟ وبأي إقتصاد ؟ وبأي إجتماع ؟ وبأية علوم ؟ وبأية آداب ؟ وبأية تنشئة ؟ وبأي تكوين ؟ وبأية فنون ؟ وبأية ثقافات ؟ وبأية رياضات ؟ وبأية حقوق ؟ وبأية واجبات ؟ وبأية حريات ؟ وبأي طب ؟ وبأية صحة ؟ وبأية بيئة ؟ وبأي شباب ؟ وبأية طفولة ؟ وبأي رجل ؟ وبأية إمرأة ؟ وبأية تطلعات ؟ وبأية روحانيات ؟ وبأية ثروات ؟ وبأية نخب ؟ وبأية كفاءات ؟ وبأية علاقات ؟ وبأي تعاون ؟ وبأي تكافل ؟ وبأية قدرة ؟ وبأية قوة ؟ وبأية مناعة ؟ وبأي جيوش ؟ وبأي أمن ؟ وبأي إستقرار؟ وبأي تعايش ؟ وبأي وعي ؟وبأي إطلاع ؟ وبأي تيقظ ؟ وبأية عقول ؟ وبأية نفسيات ؟ وبأية ضمائر ؟ وبأي تنوع ؟ وبأي إختلاف ؟ وبأي تماسك ؟ وبأية وحدوية ؟ وبأي حوار؟ وبأي تفتح ؟ وبأي تحرر؟ وبأي إقلاع ؟ وبأية حكامة ؟ وبأية إدارة ؟ وبأية إستقلالية ؟ وبأية شورى ؟ وبأية عدالة ؟ وبأي تقييم ؟ وبأي تقويم ؟ وبأية حلول ؟ وبأية إرادة ؟وبأية ربانية ؟ وبأية مناهج ؟ وبأي تواصل ؟ وبأي تفاؤل ؟ وبأي إعتدال ؟ وبأي سلام ؟ وبأي جهاد ؟ وبأي صبر ؟ وبأي إحسان ؟ وبأية رسائل ؟ وبأي إعلام ؟
ثم بأي ذكاء سياسي وقومي وعالمي وجيوإستراتيجي ؟
وبأية مراكز مستقبلية ومؤسسات ؟
وبأية بحوث ؟ وبأية أجهزة ؟ وبأية أوراش ؟ وبأية خصوصيات ؟ وبأية عموميات ؟ وبأية تصورات ؟ وبأية مثالية ؟ وبأية واقعية ؟ وبأية عقلانية ؟
وبأية شمولية ؟ وبأي تدرج ؟
وبأي وبأي فبأي ؟؟؟؟؟ وكيف ؟ ومتى ؟
وفي جملة : بأية تنظيرات وبدائل وحلول إسلامية ، فبرمجة ، ثم تفعيل ؟
وبالتالي بأي تدافع - على المدى البعيد جدا - نحو خلافة المهدي ونزول عيسى عليهما السلام ؟
وبأي صمود ضد الدجال وجنده ؟ وضد كل الدجل الحالي ؟ والقادم ؟
وكلها أسئلة تلزمنا بإجابات إسلامية ميدانية وعملية/دقيقة
حتى تكون برامجنا السياسية حقا إصلاحية ، وحقا مستقبلية .
لكن الجواب - ولحد اليوم - مجرد شعارات حالمة ، وكتب وتنظيرات مشتتة ..
بل وخطابات وتصرفات تحاول إقناعنا وكل المتتبعين :
بأنه لا علوم عملية للإسلام السياسي ..
وبأن المرجعية الإسلامية لا تعني حزبيا إلا العلمانوية ..
وبأن البديل الإسلامي ليس في مستوى الذكاء العالمي ..
وبأنه غير منسجم مع العلوم السياسية والإجتماعية الحقة ..
بل وغير قابل للتنزيل ..
12
الإشكاليات التي حيرتني - ومنذ الشباب - وأنا أحاور كل التيارات الجامعية ، وسواء منها العلمانية أو الإسلامية.. ولحد المرض ..
والتي لم أتشافى من كل ضبابياتها إلا ب :
أينما كان الحق فذاك المذهب ،
ولكل مذهب تاريخه وجغرافيته ،
وما لا يؤخذ كله لا يترك كله ،
وليست كل علوم المسلمين بإسلامية ..
ولا علوم كل العلمانيين بباطلة ..
والإسلام ليس مذهبا واحدا ، بل دين لعدة مذاهب..
والعقول مراتب ..
والفكر لا يتوحد بسهولة ..
والتعاون على فقه العمل أقصر سبل الوحدة ..
....و...و...:
ولأعلم - وعن يقين ولله الحمد - بأن بديل صادقي الإسلاميين ، وفقه معتدلي السلفيين ، وإجتهاد منصفي الماتريدية والأشاعرة ، وتزكية التصوف السني الحق ، وعلمية - ولا أقول علموية - نزهاء العلمانيين ، وحنكة الإكراهات السياسية ، وحكمة فقه الواقع ... لا تتقاطع ، بل وستتكامل إن صفت النيات وقبلنا جميعا التقييم العلمي والتقويم النزيه والنقد الذاتي والموضوعي ؟..
ومهما تكن الإختلافات :
*********************************************
فالتيار العلمي والفقهي/العملي للقرآن والسنة ، والمتعانق - بكل حكمة - مع كل العلوم الحقة - وبكل إنسانية وفعالية وتدافع وتقويم - وحده الحل.
*********************************************
فكفانا إنتصارا للذات والرأي ، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلوات الله عليه.
13
ولأختصر بعد كل هذا نداءاتي ، ولنا جميعا في :
( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) الأنبياء 92
( وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) آل عمران 103
و( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) الشورى 13
( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) الأنفال 46
( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم
وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) الروم 32
لكننا وللأسف تفرقنا وتنازعنا وذهبت ريحنا ، وتعمقت أمراض كل هاته الآيات وعلل غيرها فينا ، ولحد محاربة المسلم للإسلامي ، وجهاد السني في السني ...
ولحد التجارة بالدين ..
وتمكن النفاق السياسوي من مجتمعاتنا ،
وتأزمنا على كل الواجهات ، وفي كل المجالات ...
وكل هذا لم يأت دون علل ، بل جاء نتيجة مؤامرات داخلية وخارجية حيكت ولا زالت تحاك وستظل تحاك ضدنا وضد كل الإسلام ..
14
وأقول ضد كل الإسلام ..
وضد كل أهله..
ومهما كانوا : عربا أم عجما ؟
ومهما تكن مشاربهم السياسية ..
ومهما يكن مستوى تدينهم ..
وكذلك ضد اللغة العربية ، وضد كل العرب ..
ثم ضد كل ما هو عربي مستقبلا ..
15
لكل هذا وغيره ، وللتخفيف من حدة هاته المؤامرات الإبليسية العميقة،
وللنداء بكل البدائل الإسلامية العملية :
كانت رسائلنا العامة هاته على :
وكانت مسودات مدرستنا العرفانية للسلام الإسلامي على :
kotouby.blogspot.com
وكان معهدنا القرآني للتصوف السني على :
assamae.blogspot.com
المدونات التي أضعها لجنابكم الكريم
كمبشر مهدوي وكمشير عرفاني:
لعلكم تسأنسون بمسوداتها ما إستطعتم كمسؤولين ..
أو تستفيدون من إشاراتها جهدكم كدعاة وباحثين ...
أو لعلكم تعملون ببعض صالحاتها كمومنين ..
و( لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها ) الطلاق 7
و (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) البقرة 286
وكمدخل أولي لكل هذا لكم : ( بياننا المستقبلي ) على :
kotoub1.blogspot.com
وكأفق تدافعي لكم كتابنا : ( ورفعنا راية المهدي عليه السلام ):
على : kotoub4.blogspot.com
16
وأستسمح إن كان نقدي هذا لاذعا لبعض الإسلاميين والسلفيين ،وبعض الصوفية ، ولمعظم العلمانيين ، ولكل العلمويين ...
وما يشفع لي في كل هذا - وعلى أسلوبي القاسي أحيانا - أنني لا أرتجي - بعد ثواب الله تعالى - إلا التناصح والبناء والوحدة ، والحكمة في الإختلاف ، والعلمية في الإصلاح ... لا الهدم والفرقة والتضاد والإرتجال وإستمرار الخلاف كما حالنا وللأسف ..
وخصوصا وأننا مستهدفون جميعا ، ومن كل قوى الشر .. ومن زمان ..
كما أن نقدي هذا كان نقدا لأفكار وأفعال ، لا حكما أو إحتقارا أو تنقيصا من أشخاص ، أو بخسا لفكرهم ومجهوداتهم ، أو تشكيكا في نواياهم أو نياتهم :
( وكل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون ) رواه الترمدي وإبن ماجة والحاكم :
ولهذا مرحبا بنصحكم وتقييمكم وتقويمكم ونقدكم لهاته الرسالة ولكل مدوناتها على :
و( رحم الله إمرئ أهدى إلي عيوبي ) عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
17
إشارةعرفانية :
ومما جعلني أتجرأ على هاته النداءات التجديدية وعلى هذه المدرسة الفكرية وهذا المعهد الصوفي - رغم قدسية مواضيعها - أن الله تعالى تكرم علي خلالها ب 6 رؤى نورانية ، كما آزرني رسول الله صلوات الله عليه أثناء بحوثاتي فيها ب 24 رؤيا شريفة لحد الآن :
سلم علي في إحداها قائلا : ( أهلا فقيهنا ).
كما عانقني في أخرى بكل حرارة ، فقلت له : ( قد حمدت الله بحمد ) فقال لي أكتبه ، فكتبته ولخصته ثم لخصته ولخصته ليكون هذا الحمد الخاتم مني ولله الحمد :
اللهم لك الحمد حمدا خالدا بخلودك ، حمدا دائما لا منتهى له دون مشيئتك ، ومع كل طرفة عين ، أو تنفس نفس ، اللهم لك الحمد حتى ترضى ، ولك الحمد إذا رضيت ، ولك الحمد بعد كل الرضى ، ولك الحمد اللهم حمدا لا جزاء له إلا رضاك ..
واللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، ملأ ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما ، وما من شيء أردته بعد ، يا أهل الثناء والمجد ، يا أهل الثناء والمجد ، يا أهل الثناء والمجد ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الجلال والإكرام :
اللهم لك الحمد بكل ولكل محامدك ، ولك الحمد اللهم بكل ولكل أسمائك الحسنى ، وصفاتك العلى ، وأفعالك المثلى ، وذاتك العظمى العلية ..
واللهم لك الحمد بمحامد كل حامد وشاكر يا حميد ويا شكور ، ويا شكور ويا حميد ..
واللهم لك الحمد بكل محامد حبيبك محمد عليه اللهم منك كل الصلاة وكل السلام دنيا وآخرة ، واللهم وعند بشريات الشفاعة فينا يا رباه ..
اللهم وبمحامد كل رسلك وكل أنبيائك وكل ملائكتك عليهم السلام ، وبمحامد كل عبادك الصالحين ، وكل أحبابك اللهم آمين ..
واللهم لك الحمد عليهم أجمعين ، وعلى نعمة الإسلام ، وكفى بها نعمة ، ولك الحمد اللهم على كل نعمة ، عدد كل نعمة ، ولك الحمد اللهم حمدا لا يتعلق بنعمة ، وأزلا وأبدا اللهم ، وفي كل زمان ومكان ، ولك الحمد اللهم حمدا لا يتعلق بزمكان ، لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك :
فلك الحمد اللهم بكل تسابيح ومحامد الوجود ، ولك الحمد اللهم بحمد وبتسبيح كل موجود ، لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك :
فلك الحمد بكل محامدك لذاتك ، ولك الحمد اللهم محامد لا يستطيعها سواك ..
واللهم وبكل شكرك وكل مدحك وكل تسبيحك وبكل الثناء عليك اللهم يا عفو ويا غفور ويا عفو ويا غفور ويا عفو ويا غفور...
ويا رب كل الجلال وكل الجمال وكل الكمال .. ويا رب كل الجلال وكل الجمال وكل الكمال .. ويا رب كل الجلال وكل الجمال وكل الكمال ..
اللهم عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك ، عدد وكما تحب وترضى يا ألله ..
كما أسألك اللهم بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت الحنان المنان ، بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ..
أسألك اللهم بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لا ولم ولن يلد ، ولا ولم ولن يولد ، ولا ولم ولن يكون له كفؤا أحد ، لا أنت إلا أنت سبحانك اللهم يا أحد ويا واحد ويا واحد ويا أحد..
أسألك اللهم بإسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، وبأحب أسمائك إليك ، وبنور وجهك الكريم الأكرم يا ألله :
أسألك اللهم دنيا الأتقياء ، وختمة الأولياء ، وموتة السعداء ، وبرزخ الشهداء ، وبعثة الحنفاء ، وفرحة الشفعاء ، وقربة الأحباء ، وجنان الحكماء ..
يا حبيب العقل والقلب والروح ويا خليل الأنبياء.
يا حبيب العقل والقلب والروح ويا خليل الأنبياء.
يا حبيب العقل والقلب والروح ويا خليل الأنبياء.
عليهم اللهم منك كل السلام وكل الصلاة .
عليهم اللهم منك كل السلام وكل الصلاة .
عليهم اللهم منك كل السلام وكل الصلاة .
واللهم آمين لي ولوالدي ولكل المومنات والمومنين .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
-
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين : أستاذنا الكريم ، أستاذتنا الكريمة : السلام على حضراتكم الجليلة ، ورح...